الأحد 20 أبريل 2025

كم مرة يجب علينا استبدال وسائد النوم لدينا؟

موقع أيام تريندز

كم مرة يجب علينا استبدال وسائد النوم؟
قد لا يخطر ببال كثيرين أن الوسادة التي يضعون رؤوسهم عليها كل ليلة، يمكن أن تتحوّل إلى خطړ صامت على صحتهم وجودة نومهم مع مرور الوقت. وبينما نولي اهتمامًا كبيرًا لمراتب النوم والأغطية، فإن الوسائد – على الرغم من دورها الحيوي في دعم الرقبة والرأس – غالبًا ما يتم تجاهلها عند الحديث عن صيانة فراش النوم أو استبداله.

لكن، كم مرة يجب علينا فعليًا استبدال وسادة النوم؟ وهل هناك علامات واضحة تدل على أن الوقت قد حان لتوديعها؟ في هذا التقرير، نسلط الضوء على التوصيات العلمية وآراء المتخصصين في النوم والصحة، لنجيب على هذا السؤال الذي يبدو بسيطًا، لكنه أكثر أهمية مما نتصور.

 توصيات الخبراء: كل 1 إلى 2 عام

تشير توصيات "مؤسسة النوم الوطنية" (National Sleep Foundation) في الولايات المتحدة إلى أن الوسائد يجب استبدالها كل سنة إلى سنتين، وذلك لأسباب تتعلق بالنظافة، والدعم الجسدي، والصحة العامة.

وتقول المؤسسة إن الوسادة بمرور الوقت تفقد قدرتها على توفير الدعم اللازم للفقرات العنقية، ما قد يؤدي إلى آلام في الرقبة والكتف والظهر، واضطرابات في النوم. إضافة إلى ذلك، فإن الوسادة القديمة قد تتحول إلى بيئة مثالية لتكاثر الغبار، والعثّ، والبكتيريا، وهو ما يشكل خطرًا خاصًا على من يعانون من الحساسية أو الربو.

 لماذا تتدهور الوسائد بهذه السرعة؟

من الناحية العلمية، فإن الوسادة خلال استخدامها اليومي تمتص كميات من العرق، والدهون، وخلايا الجلد المېتة، واللعاب. ومع الوقت، تتراكم هذه المواد وتخلق وسطًا خصبًا لنمو الكائنات الدقيقة، مثل عثّ الغبار المنزلي الذي يُعد من أبرز مسببات الحساسية.

بالإضافة إلى ذلك، تفقد الحشوة الداخلية – سواء كانت من الريش، أو الألياف الصناعية، أو الميموري فوم – مرونتها وكثافتها تدريجيًا، ما يؤثر على شكل الوسادة وفعاليتها في دعم الرأس والرقبة.

 علامات تشير إلى أن الوقت قد حان لتغيير وسادتك

قد لا يحتاج الأمر دائمًا إلى التقيد بالتقويم لمعرفة موعد استبدال الوسادة، فهناك مؤشرات عملية واضحة يمكن أن تدلّك على ذلك، منها:

1. التهرّؤ أو التكتلات: إذا لاحظت وجود كتل داخل الوسادة أو تشوّهات في الشكل، فهذا يعني أن الحشوة فقدت تماسكها.
2. آلام الرقبة أو صداع صباحي: الشعور پألم عند الاستيقاظ قد يكون ناتجًا عن وسادة لم تعد تؤدي وظيفتها بالشكل الصحيح.
3. بقع صفراء أو رائحة غير مرغوبة: التغيرات اللونية أو ظهور روائح كريهة مؤشر على تراكم الرطوبة والبكتيريا.
4. اختبار الطي: إذا طويت الوسادة إلى نصفين ولم تعد لتأخذ شكلها الأصلي تلقائيًا، فهي على الأرجح انتهت صلاحيتها.

 أنواع الوسائد... وعمرها الافتراضي

المدة المثالية لاستبدال الوسادة قد تختلف بحسب *نوع المادة المصنوعة منها*:

- الريش الطبيعي: تدوم من 18 شهرًا إلى عامين، لكنها تحتاج إلى التهوية المستمرة.
- الألياف الصناعية: تُعد الأرخص، لكنها أيضًا الأقصر عمرًا (من 6 إلى 12 شهرًا في المتوسط).
- الميموري فوم (الرغوة الذاكرة): أكثر تحملًا، وتدوم حتى 2-3 سنوات، لكنها تحتاج إلى عناية خاصة بالتهوية والنظافة.
- اللاتكس الطبيعي: يمكن أن تستمر حتى 3-4 سنوات، لكنها باهظة الثمن نسبيًا.

 هل الغسل المنتظم يغني عن التبديل؟

رغم أهمية غسل الوسائد بانتظام (كل 3 إلى 6 أشهر)، فإن الغسيل لا يعيد للحشوة مرونتها أو يطيل عمر الوسادة إلى ما لا نهاية. فبعض أنواع الوسائد لا تتحمل الغسيل أصلاً، فيما يمكن أن يتسبب غسل البعض الآخر في تسريع تدهور الحشوة. لذلك، يبقى الاستبدال الدوري هو الحل الأمثل للحفاظ على صحة النوم.

 نصائح لإطالة عمر الوسادة

- استخدم واقي وسادة مضاد للسوائل والغبار.
- عرّض الوسادة للهواء والشمس من حين لآخر.
- لا تستخدم الوسادة لأغراض أخرى مثل الجلوس أو الحشو أسفل الظهر.
- غيّر موضعها باستمرار لتقليل تآكل الجهة الواحدة.

قد يبدو استبدال الوسادة أمرًا بسيطًا أو غير ذي أهمية للبعض، لكن الحقائق تؤكد أن وسادة النوم تلعب دورًا مركزيًا في جودة النوم وصحة الجسم. وبينما نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم، فإن استثمارًا بسيطًا في وسادة جديدة كل عام أو اثنين، قد يكون الفارق بين الاستيقاظ نشيطًا... أو مثقلًا بالألم والتعب.

فهل حان وقت تغيير وسادتك؟ الأمر يستحق التفكير.