ماء بارد أم ساخن؟ درجة الحرارة المناسبة لغسل الوجه بحسب الخبراء

يُعد غسل الوجه خطوة أساسية في روتين العناية بالبشرة اليومي، لكنه في كثير من الأحيان يُمارَس بعشوائية أو دون معرفة التفاصيل الدقيقة التي قد تؤثر على صحة البشرة ومظهرها. ومن أبرز الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين: هل الأفضل استخدام الماء البارد أم الساخن عند غسل الوجه؟ الإجابة ليست بسيطة، إذ تختلف تبعًا لنوع البشرة، توقيت الغسل، واحتياجات الجلد. نستعرض في هذا المقال آراء الخبراء وتجارب الأطباء لتحديد درجة الحرارة المثلى لغسل الوجه، وتأثير كل نوع من الماء على البشرة.
أولاً: لماذا درجة حرارة الماء مهمة؟
قد يبدو غسل الوجه بالماء خطوة بديهية، إلا أن درجة حرارة الماء تؤدي دورًا خفيًا لكنه جوهري في التأثير على:
نظافة البشرة وفاعلية التنظيف.
فتح أو غلق المسام.
توازن الزيوت الطبيعية.
ترطيب الجلد أو جفافه.
حساسية البشرة وتهيجها.
وبالتالي، فإن تجاهل اختيار درجة الحرارة المناسبة قد يؤدي إلى مشكلات مثل الجفاف، الالتهاب، زيادة الدهون، أو حتى ظهور حب الشباب.
الماء الساخن: هل هو مضر دائمًا؟
رغم أن الماء الساخن يمنح إحساسًا مريحًا، إلا أن الخبراء يتفقون على أن الحرارة المرتفعة ليست صديقة للبشرة، خصوصًا عند استخدامه بشكل يومي.
التأثيرات السلبية للماء الساخن:
إزالة الزيوت الطبيعية: الماء الساخن يذيب الدهون الطبيعية التي تحمي البشرة، مما يؤدي إلى الجفاف والتهيج.
توسيع الأوعية الدموية: الحرارة الزائدة تحفّز توسع الشعيرات الدموية الدقيقة، ما قد يسبب احمرارًا دائمًا في بعض الحالات.
إضعاف حاجز البشرة: الاستخدام المتكرر قد يُضعف الحاجز الواقي للبشرة، فيجعلها أكثر عرضة للبكتيريا والملوثات.
زيادة حب الشباب: على عكس الاعتقاد السائد، الماء الساخن لا "يفتح المسام" بشكل مفيد، بل قد يفاقم حب الشباب لدى بعض الأشخاص بسبب زيادة الجفاف والتهاب البشرة.
مع ذلك، يوضح بعض الأطباء أن استخدام الماء الفاتر القريب من الدفء – وليس الساخن جدًا – يمكن أن يكون مفيدًا في حالات معينة، مثل تنظيف البشرة الدهنية أو إزالة المكياج بفعالية.
الماء البارد: هل هو الحل الأفضل دائمًا؟
يميل البعض إلى استخدام الماء البارد كخيار آمن، وهو بالفعل يتمتع بفوائد متعددة، خصوصًا عند استخدامه في الصباح أو بعد التمارين الرياضية.
فوائد الماء البارد للبشرة:
شد المسام مؤقتًا: لا يغلق المسام فعليًا، لكنه يساهم في تضييقها مؤقتًا ويقلل من مظهرها.
تنشيط الدورة الدموية: يُحفّز تدفّق الډم، مما يمنح البشرة مظهرًا أكثر إشراقًا.
تهدئة الالتهاب: مثالي للبشرة الحساسة أو بعد التعرض لأشعة الشمس.
منع فقدان الزيوت الطبيعية: يحافظ على توازن الدهون، وهو مناسب للبشرة الجافة.
لكن، لا يخلو الماء البارد من بعض التحفظات، حيث قد لا يكون فعالًا في إزالة الدهون الثقيلة أو المكياج، وقد لا يفتح المسام بما يكفي لتنظيف عميق.
الاختيار المثالي: الماء الفاتر هو الحل الذهبي
يتفق غالبية أطباء الجلد على أن الماء الفاتر هو الخيار الأفضل لمعظم أنواع البشرة. فهو يجمع بين مزايا الماء البارد والساخن، دون التأثيرات السلبية لكليهما.
درجته المثالية تتراوح بين 32 إلى 36 درجة مئوية.
كافٍ لإذابة الزيوت الزائدة والمكياج بلطف، دون تجريد البشرة من ترطيبها الطبيعي.
لا يسبب صدمة للبشرة كما يفعل الماء البارد، ولا يهيّجها كما يفعل الماء الساخن.
حسب نوع البشرة: ماذا يوصي الخبراء؟
1. البشرة الدهنية والمختلطة:
يوصى باستخدام ماء فاتر إلى دافئ، لتنظيف المسام بلطف دون تحفيز إفراز المزيد من الزيوت.
2. البشرة الجافة أو الحساسة:
يُفضَّل الماء البارد أو الفاتر، لتقليل التهيج والحفاظ على الترطيب.
3. البشرة المعرضة لحب الشباب:
تجنب الماء الساخن لأنه قد يفاقم الالتهاب.
استخدم الماء البارد أو الفاتر مع منظف مناسب.
4. البشرة العادية:
مرونة أكبر في الاختيار، لكن الماء الفاتر يبقى الخيار الأمثل.
نصائح إضافية لغسل الوجه بشكل صحيح:
استخدام منظف لطيف: بدون كحول أو مواد قاسېة.
تجنب فرك الوجه بشدة: سواء باليد أو بمنشفة.
غسل الوجه مرتين يوميًا: صباحًا ومساءً، مع الاعتدال في عدد الغسلات.
ترطيب الوجه بعد الغسل مباشرة: للحفاظ على التوازن المائي.
اختبار حرارة الماء قبل الاستخدام: خاصة في الشتاء.
خاتمة: الاعتدال هو الأساس
في نهاية المطاف، لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، لكن القاعدة الذهبية التي يُجمع عليها الخبراء هي أن الماء الفاتر هو الأنسب لغسل الوجه في معظم الحالات. أما الماء الساخن، فرغم جاذبيته في الطقس البارد، إلا أنه قد يكون عدوًا للبشرة الحساسة والجافة. والماء البارد، ورغم فوائده، إلا أن استخدامه وحده لا يكفي دائمًا لتنظيف عميق.
اختر درجة حرارة الماء بناءً على نوع بشرتك، توقيت الغسل، ومحتوى وجهك من المكياج أو الزيوت. والعناية بالبشرة ليست في الماء فقط، بل في طريقة الغسل، المنتجات المستخدمة، والعادات اليومية المصاحبة.