هزة أرضية بقوة 5 درجات ټضرب بحر باندا شرقي إندونيسيا و نيوزلندا أيضاً

سجلت محطات الرصد الزلزالي صباح اليوم هزة أرضية بقوة 5.0 درجات على مقياس ريختر في منطقة بحر باندا شرقي إندونيسيا، على عمق ضحل نسبياً يقدر بنحو 10 كيلومترات تحت سطح الأرض. وقع مركز الزلزال على بعد حوالي 200 كيلومتر من جزر مالوكو الإندونيسية، وهي منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي الكثيف.
وفي تزامن لافت للنظر، سجلت نيوزيلندا هزة أرضية مماثلة في القوة والتوقيت تقريباً، مما أثار تساؤلات حول وجود نمط غير معتاد للنشاط التكتوني في منطقة المحيط الهادئ.
ويوضح الدكتور أحمد سليمان، عالم الزلازل في معهد الدراسات الجيولوجية، أن "الزلازل الضحلة مثل هذه غالباً ما تكون أكثر إحساساً لدى السكان رغم قوتها المتوسطة، بسبب قربها من السطح".
بين الذعر والإخلاء: كيف تعاملت إندونيسيا ونيوزيلندا مع الهزة الأرضية؟
في إندونيسيا، أعلنت السلطات حالة التأهب القصوى لمدة 24 ساعة، ونشرت فرق تقييم الأضرار في المناطق المتضررة. أسفرت عمليات التقييم المبدئية عن:
- تصدعات طفيفة في 12 مبنى قديماً بجزر مالوكو
- انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعة في 3 قرى ساحلية
- تضرر طفيف في 200 متر من الطرق الساحلية
- إصابة 3 أشخاص إصابات طفيفة جراء سقوط أغراض منزلية
أما في نيوزيلندا، فقد اقتصرت الأضرار على اهتزاز المباني في المناطق الشمالية، وانزلاقات صخرية طفيفة على بعض الطرق الجبلية. وأفاد شهود عيان من أوكلاند بحدوث ذعر بين السكان الذين تذكر بعضهم زلزال كرايستشيرش المدمر عام 2011.
هل نشهد بداية موجة نشاط زلزالي؟ خبراء يحذرون من هزات ارتدادية قادمة
حذر مركز رصد الزلازل الإندونيسي من احتمال حدوث هزات ارتدادية خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة وأن المنطقة تقع ضمن "حلقة الڼار" في المحيط الهادئ، حيث تحدث حوالي 90% من زلازل العالم.
ويشير البروفيسور تاكيشي ياماموتو، الخبير في الجيوفيزياء، إلى أن "التقارب الزمني للزلزالين يثير اهتماماً علمياً خاصاً، رغم عدم وجود دليل حتى الآن على ارتباطهما المباشر". وتوصي السلطات في كلا البلدين السكان بـ:
- تجنب المناطق الساحلية المنخفضة تحسباً لأي تغيرات مفاجئة
- إعداد حقائب طوارئ تحتوي على مستلزمات أساسية
- متابعة النشرات الرسمية من الجهات المختصة
- تجنب استخدام المصاعد في المباني العالية
من كرايستشيرش إلى مالوكو: تاريخ طويل من الزلازل في المحيط الهادئ
تعتبر منطقة بحر باندا واحدة من أكثر المناطق نشاطاً زلزالياً في العالم، حيث شهدت عام 1938 زلزالاً مدمراً بقوة 8.5 درجة أسفر عن مقټل المئات. أما نيوزيلندا، فتشتهر بزلزال كرايستشيرش عام 2011 الذي خلف 185 قتيلاً وأضراراً بمليارات الدولارات.
ويوضح الدكتور عمر الفاروق، أستاذ الجيولوجيا بجامعة جاكرتا، أن "هذه المنطقة تشهد تصادماً مستمراً بين ثلاث صفائح تكتونية كبرى: الأسترالية والآسيوية والمحيط الهادئ، مما يجعلها عرضة للزلازل بشكل دائم".
زلزالان في توقيت واحد: مصادفة أم مؤشر على نشاط تكتوني غير معتاد؟
رغم التشابه في التوقيت والقوة بين الزلزالين، نفت هيئة الجيولوجيا النيوزيلندية أي صلة جيولوجية مباشرة بين الحدثين. وقال متحدث باسم الهيئة: "بتحليل البيانات المتاحة، لا نرى أي دليل على وجود ارتباط بين الزلزالين، وإن كان التزامن يثير فضولاً علمياً".
من جانبه، دعا مدير مركز الرصد الزلزالي الإندونيسي إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر في المنطقة، مؤكداً على أهمية تطبيق معايير البناء المقاوم للزلازل، خاصة في المناطق الساحلية المعرضة لأخطار التسونامي.
دروس مستفادة واستعدادات للمستقبل
يذكر هذا الحدث الزلزالي المزدوج الأطراف المعنية بأهمية الاستثمار في البنية التحتية المقاومة للزلازل، وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر. كما يسلط الضوء على حاجة المجتمع الدولي لمزيد من التعاون في مجال رصد النشاط الزلزالي وتبادل البيانات، خاصة في المناطق الحساسة مثل "حلقة الڼار" في المحيط الهادئ.
وبينما خفت حدة المخاۏف الأولية، يبقى الخبراء والعلماء في حالة تأهب لرصد أي تطورات جديدة، مع التأكيد على أهمية الالتزام بإجراءات السلامة والاستعداد الدائم لمثل هذه الأحداث في المناطق المعرضة للزلازل.