تقنيات بحرية صينية جديدة: المخاۏف من تأثيرها على الاتصالات العالمية

التقنيات البحرية الصينية الجديدة المخاۏف من تأثيرها على الاتصالات العالمية
مقدمة
في السنوات الأخيرة برزت الصين كقوة بحرية وتكنولوجية عظمى حيث تعمل على تطوير تقنيات بحرية متقدمة تثير مخاۏف دولية خاصة فيما يتعلق بټهديد البنية التحتية للاتصالات العالمية. من قاطعات الكابلات البحرية إلى البوارج العملاقة تحاول بكين تعزيز نفوذها الجيوسياسي عبر السيطرة على الممرات البحرية الحيوية وشبكات البيانات تحت الماء. هذا التحليل يستعرض أبرز التطورات الصينية والمخاطر المحتملة على الاستقرار العالمي.
1. تقنيات بحرية صينية مبتكرة بين المدني والعسكري
أ. قاطعات الكابلات البحرية المتطورة
كشفت الصين عن جهاز قادر على قطع الكابلات البحرية المحصنة على أعماق تصل إلى 4000 متر أي ضعف عمق أعمق كابل بحري حاليا. هذه التقنية التي تبدو في ظاهرها لأغراض صيانة الكابلات قد تستخدم عسكريا لشل اتصالات الدول المنافسة خاصة حول تايوان حيث وثقت حوادث تخريب مشپوهة لكابلات الجزيرة البحرية .
السياق العسكري يشير الخبراء إلى أن الصين قد تستخدم هذه الأداة في حالة غزو تايوان لقطع الاتصالات العسكرية مع الحلفاء مثل الولايات المتحدة مما يزيد الذعر ويعطل التنسيق الدفاعي .
ب. البوارج البرمائية ذات الأرجل الهيدروليكية
تم رصد ثلاث بوارج ضخمة قبالة الساحل الصيني قرب مدينة تشانجيانغ تتميز بقدرتها على تشكيل أرصفة بحرية مؤقتة تمتد لمئات الأمتار. هذه البوارج تسمح بنقل الدبابات والمعدات الثقيلة بسرعة فائقة مما يعزز قدرات جيش التحرير الشعبي على عمليات الإنزال الساحلي خاصة إذا ډمرت تايوان موانئها الدفاعية .
ج. تكامل التكنولوجيا المدنية مع العسكرية
تعمل الصين على دمج سفن الشحن المدنية مثل عبارات RORO مع البنية التحتية العسكرية مما يمكنها من تعزيز النقل السريع للقوات والمعدات تحت غطاء الأنشطة التجارية. على سبيل المثال رصدت سفينة بانماكس صينية تعبر طريق القطب الشمالي حاملة 5000 حاوية مما يدل على الاستخدام المزدوج للمنشآت البحرية .
2. الكابلات البحرية العمود الفقري للإنترنت العالمي تحت الټهديد
أ. أهمية الكابلات البحرية
تحمل 99٪ من حركة البيانات العابرة للقارات وتعد أساسية للاتصالات المالية والتجارة الإلكترونية والتنسيق الدبلوماسي .
مثال كابل AAE1 الذي تربط آسيا بإفريقيا وأوروبا بقيادة شركة تشاينا يونيكوم الصينية يسلط الضوء على السيطرة الصينية المتزايدة على هذه البنية التحتية .
ب. الاستثمارات الصينية في الكابلات
استثمرت الصين مئات الملايين في مشاريع مثل FASTER الذي يربط اليابان بالولايات المتحدة و Marine التي تبني كابلات تربط إفريقيا بأمريكا الجنوبية. هذه المشاريع تعزز النفوذ الصيني لكنها تثير مخاۏف من إمكانية التجسس أو تعطيل الخدمات .
ج. حوادث مقلقة
في يناير 2022 تسبب ثوران بركاني في إتلاف كابل الألياف الضوئية بين تونغا وفيجي مما عزل الجزيرة وعرض أهمية الكابلات للعالم. لكن الخطړ الأكبر يأتي من الأنشطة البشرية مثل الحوادث التي تنسب إلى سفن صينية قرب تايوان وبحر البلطيق .
3. التنافس الجيوسياسي الصين vs الولايات المتحدة
أ. الصراع على أوقيانوسيا
في منطقة المحيط الهادئ حيث تعتمد الجزر النائية على الكابلات البحرية للاتصال بالعالم تسعى الصين لتعزيز نفوذها عبر مشاريع مثل Guo Wang للأقمار الصناعية بينما تعارض الولايات المتحدة مشاريع الكابلات الصينية خوفا من الاختراق الأمني .
ب. قناة بنما نقطة اشتعال جديدة
تدير شركات صينية مدخلي قناة بنما كريستوبال وبالبوا وتشارك في مشاريع مثل الجسر الرابع الذي يعبر القناة. هذا التوسع دفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمطالبة بإعادة السيطرة على القناة مستشهدا باتفاقية 1977 التي تمنح واشنطن حق التدخل العسكري لحمايتها .
ج. النظام العالمي البديل
تسعى الصين لبناء بنية تحتية عالمية موازية عبر مبادرة الحزام والطريق تشمل كابلات بحرية وأقمار صناعية مثل نظام بايدو للملاحة الذي ينافس نظام ال الأمريكي ويستخدم في 70 ٪ من الهواتف الصينية .
4. المخاۏف الأمنية والاقتصادية
أ. التهديدات السيبرانية
تشتبه الولايات المتحدة في أن الشركات الصينية مثل هواوي قد تدمج أبوابا خلفية في الكابلات البحرية وأنظمة 5G مما يسمح بالتجسس على البيانات الحساسة .
في مايو 2023 حذرت Team Telecom الأمريكية من ربط الكابلات البحرية مباشرة بالصين أو هونغ كونغ بسبب مخاۏف أمنية .
ب. السيطرة على سلاسل التوريد
تهدف الصين إلى الهيمنة على صناعات حيوية مثل الكوبالت الأساسي في الإلكترونيات مما قد يعطيها سلطة لتعطيل الاقتصاد العالمي في حال نشوب صراعات .
ج. التأثير على الدول النامية
من خلال تقديم خدمات إنترنت فضائي مدعومة مشروع GW وكابلات بحرية منخفضة التكلفة تعزز الصين اعتماد الدول الإفريقية والآسيوية على تكنولوجيتها مما يقوض النفوذ الغربي .
5. ردود الفعل الدولية واستراتيجيات المواجهة
أ. الإجراءات الأمريكية
فرضت واشنطن قيودا على مشاركة الشركات الصينية في شبكات 5G وحظرت مشاريع كابلات بحرية تربطها بالصين .
دعمت مشاريع بديلة مثل Echo و بالتعاون مع غوغل ومېتا لتجنب المرور عبر بحر الصين الجنوبي .
ب. تحالفات إقليمية
تعمل اليابان وأستراليا على مد كابلات بحرية مستقلة في المحيط الهادئ مثل JUSFC اليابانأسترالياالولايات المتحدة لتقليل الاعتماد على البنية التحتية الصينية .
ج. تعزيز الشفافية
تدعو الدول الأوروبية إلى معاهدة دولية لحماية الكابلات البحرية تحت إشراف الأمم المتحدة خاصة بعد حاډثة إستونيا 2022 حيث اتهمت سفينة صينية بقطع كابلات اتصالات .
6. مستقبل الصراع التوقعات حتى 2030
التكنولوجيا المزدوجة ستواصل الصين تطوير تقنيات بحرية ذات استخدام مدني وعسكري مثل الأقمار الصناعية القابلة لإعادة الاستخدام والذكاء الاصطناعي في إدارة الكابلات .
الاستثمار في الفضاء مشروع Guo Wang الصيني يهدف لإطلاق 13000 قمر صناعي مما قد يغير خريطة الاتصالات العالمية ويحد من هيمنة ستارلينك الأمريكية .
تصاعد التوترات مع توسع الصين في أمريكا اللاتينية 40 ميناء والقطب الشمالي قد تشهد المناطق الساحلية نزاعات على السيطرة على الممرات البحرية .
الخاتمة بين الابتكار والټهديد
التقنيات البحرية الصينية ليست مجرد أدوات للتنمية الاقتصادية بل أسلحة جيوسياسية في صراع القوى العظمى. بينما تسعى بكين لفرض نظام عالمي جديد قائم على تكنولوجيتها تواجه العالم تحديا وجوديا كيف يوازن بين فوائد الابتكار الصيني ومخاطر الاعتماد على بنية تحتية قد تستخدم ضد مصالحه. في ظل هذا السباق يصبح تعزيز التعاون الدولي وإرساء معايير أمنية مشتركة أمرا حتميا للحفاظ على استقرار الشبكة العالمية.