فيروس أوروبوش ينتشر في وجهات سياحية شهيرة

فيروس أوروبوش سائح غير مرغوب فيه في وجهات الأحلام
هناك نوعان من السياح في العالم الأول يحجز تذكرته يجهز حقيبته و ينطلق للاستمتاع بالشواطئ الرملية و المناظر الخلابة.. و الثاني غير مرحب به إطلاقا لا يدفع ثمن التذكرة لكنه يرافق الأول في رحلته مختبئا في لدغات الحشرات الصغيرة وينتهي به المطاف داخل جسده.. أحد هؤلاء السياح غير المدعوين فيروس أوروبوش.
قد لا يكون اسم أوروبوش مألوفا لك بعد لكنه بدأ يشق طريقه خارج موطنه الأصلي في أمريكا اللاتينية متطفلا على السياح والمسافرين و مسببا بعض القلق الصحي في المناطق الاستوائية و أبعد منها.. و رغم أن تأثيره ليس كارثيا مثل بعض الفيروسات الأخرى فإن وجوده في العطلة يكفي لتحويل تجربة الاسترخاء إلى كابوس مليء بالحمى و الصداع الكارثي.
أصل الحكاية كيف انتقل فيروس أوروبوش من الغابات إلى المدن
لفترة طويلة كان فيروس أوروبوش يعيش حياة بسيطة في أحضان الغابات المطيرة بأمريكا الجنوبية حيث يتنقل بهدوء بين القوارض الصغيرة عبر ناقله المفضل الهاموش Culicoides paraensis و هي عبارة عن حشرة صغيرة تشبه البعوض لكنها أكثر مكرا.. هذا الفيروس لم يكن ليغادر موطنه الأصلي لولا بعض العوامل التي قررت مساعدته و أهمها التوسع العمراني و تغير المناخ مما دفع هذه الحشرات إلى البحث عن فرص جديدة بين البشر.
ما حدث بعد ذلك لم يكن مفاجئا مع انتقال البشر إلى المناطق الاستوائية و مع تزايد حركة السفر قررت هذه الحشرات أن تأخذ الفيروس في جولة حول العالم.. و ها نحن اليوم نشهد انتشارا متزايدا له في مدن لم يكن ليحلم بزيارتها من قبل من البرازيل إلى بوليفيا و من كوبا إلى بعض الحالات المرتبطة بالسفر في أوروبا و الولايات المتحدة.
الأعراض كيف تعرف أنك محظوظ بما يكفي للإصابة به.. امزح معك لا تقلق
إذا كنت قد عدت مؤخرا من رحلة استوائية و شعرت أنك تعرضت لهجوم كائن مجهول أثناء نومك فهناك احتمال أن يكون أوروبوش قد قرر مرافقتك إلى منزلك. الأعراض عادة تظهر بعد 4 إلى 8 أيام من التعرض للدغة الحشرة المصاپة و تشمل
حمى مفاجئة و غالبا ما تكون مرتفعة لأن الفيروس يحب الدراما.
صداع قوي يشبه ذلك الصداع الذي يصيبك بعد يوم طويل من مغامرات السفر لكنه لا يزول بالقهوة عزيزي.
و آلام في المفاصل و العضلات و كأنك مارست التمارين الرياضية دون أن تتذكر متى فعلت ذلك.
غثيان و قيء ليس بسبب المأكولات الغريبة التي جربتها في العطلة!.
و بينما يمر معظم المصابين بهذه الأعراض دون مشاكل خطېرة هناك حالات نادرة قد تتطور إلى التهاب السحايا الفيروسي و هو ما يعني المزيد من الصداع التعب الشديد و ربما إقامة قصيرة في المستشفى.
الوقاية كيف تمنع أوروبوش من إفساد عطلتك
إذا كنت تفكر الآن في إلغاء عطلتك خوفا من هذا الفيروس فتمهل قليلا.. كما هو الحال مع العديد من الفيروسات المنقولة عبر الحشرات الوقاية هي الحل الأمثل وهي في الواقع أسهل مما تتخيل. إليك بعض الخطوات التي ستجعل من الصعب على أوروبوش أن يجد طريقه إليك
1. استخدم طارد الحشرات لا تستهن بقوة هذا السائل الصغير القوي .. إن لم يكن لديك فمن الأفضل أن تشتريه قبل السفر بدلا من الاعتماد على مصادفة أن الحشرات في منطقتك لن تهتم بك.
2. ارتد ملابس طويلة أعلم أن ارتداء الأكمام الطويلة في الطقس الحار ليس جذابا لكن صدقني الحكة والحمى أقل جاذبية بكثير.
3. نم تحت ناموسية إذا كنت في منطقة موبوءة فلا تمنح الهاموش فرصة للهجوم أثناء النوم.
4. ابتعد عن المستنقعات و المياه الراكدة هذه الأماكن هي المنتجعات الفاخرة للحشرات الناقلة للفيروس و من الأفضل أن لا تكون ضيف شرف هناك.
العلاج ماذا لو كنت أحد الفائزين بعدوى أوروبوش
لا يوجد علاج محدد لهذا الفيروس حتى الآن لكن لا داعي للقلق لأن معظم المصابين يتعافون تلقائيا خلال أيام قليلة و كل ما تحتاجه هو
الراحة التامة و إن كنت في عطلة فهذا ليس بالأمر الصعب.
شرب الكثير من السوائل حافظ على رطوبتك سواء بالماء أو العصائر الطبيعية لكن تجنب الكافيين و السهر لاوقات متأخرة من الليل.
تناول مسكنات الألم عند الحاجة مثل الباراسيتامول ولكن تجنب الأسبرين لأنه قد يزيد من الخطړ في حالات الحمى الفيروسية.
لماذا الحديث عن أوروبوش الآن؟
انتشار الفيروس خارج موطنه الأصلي يثير بعض القلق خاصة في ظل ازدياد السفر و السياحة العالمية.. ومع غياب اللقاح أو العلاج المحدد يبقى الوعي والوقاية هما السلاح الأقوى.
إذن هل يجب أن تخاف من أوروبوش ليس بالضرورة لكنه ضيف غير مرحب به بالتأكيد.. فقبل أن تحزم حقائبك للسفر إلى إحدى الوجهات الاستوائية ضع في اعتبارك بعض الاحتياطات البسيطة و استمتع بعطلتك بدون ضيوف غير مرغوب فيهم!