نوستراداموس الجديد يُصدر تنبؤًا مُرعبًا قبل أيام من اصطدام سفينة شحن بناقلة نفط

نوستراداموس الجديد يربك العالم هل يستطيع هذا العراف فعلا رؤية المستقبل
أنا من أولئك الذين يجلسون ساعات أمام الشاشات يقرأون عن التوقعات الغريبة والعرافين الذين يدعون رؤية ما هو قادم. لا أخجل من الاعتراف أنني كنت أحد أولئك الذين يبحثون عن تنبؤات نوستراداموس الأصلي حتى وأنا أشرب قهوتي الصباحية.

 لكن مؤخرا ظهر شخص جعلني أرفع حاجبي وأقول لحظة... من هذا.
إنه كريغ هاميلتون باركر الذي يطلق عليه الإعلام الغربي الآن لقب نوستراداموس الجديد.. رجل بريطاني ملامحه لا توحي بشيء خارق للعادة لكنه بين ليلة وضحاها أصبح حديث العالم بعد أن تحققت نبوءة جديدة له جعلتني شخصيا ولأول مرة منذ فترة طويلة أعيد التفكير في علاقتي بعالم العرافة.
منذ زمن بعيد وحتى في أعتى المؤسسات الإعلامية التي تدعي العقلانية هناك دائما مساحة لركن التوقعات.. قبل عقود كان البعض يشتري الصحف فقط ليقرأ ما تقوله الأبراج عن يومه! واليوم ومع منصات التواصل الاجتماعي لم يعد الأمر محصورا في ركن صغير بل صار جزءا من الترند العالمي.
عندما خرجت الأخبار حول نبوءة كريغ وهاميلتونباركر بخصوص حاډث الناقلة انتشرت مثل الڼار في الهشيم.. وكأن الجمهور كان ينتظر هذه القصة ليعيد إحياء شغفه القديم بالغيب والأساطير. صفحات ومواقع وقنوات بدأت تسأل هل نحن أمام نوستراداموس جديد هل يمتلك هذا الرجل قوى خارقة بل وذهبت بعض العناوين إلى ما هو أبعد من ذلك فوصفت التوقع بالمرعب والمزلزل.
عندما يتحول العراف إلى صانع رأي... هل نحن أسرى للتوقعات
دعني أخبرك بشيء قد يكون مفاجئا العرافون ليسوا مجرد شخصيات غريبة تملأ برامج منتصف الليل أو أعمدة الصحف القديمة.. اليوم أصبحوا بشكل أو بآخر جزءا من الحوارات الكبرى التي تدور في المجتمعات خاصة حينما تصيب تنبؤاتهم أهدافها بدقة.
النبوءة التي سبقت الکاړثة بأيام!
قبل أيام فقط من الحاډث وتحديدا في 4 مارس 2025 جلس هاميلتون باركر أمام الكاميرا ونشر فيديو على قناته في مواقع التواصل الاجتماعي. ببرود إنجليزي كلاسيكي و هدوء غريب بدأ يتحدث عن رؤية بحرية مقلقة قال فيها إنه يرى سفينة ضخمة و ناقلة نفط في ورطة كبيرة قد تتسبب بکاړثة بيئية و ربما اندلاع نيران.
و بينما كنت أتوقع أن ينتهي الفيديو بجملة من نوع تابعوني الأسبوع المقبل لمعرفة المزيد إذا به ينهيه بابتسامة غامضة و كأن الأمر محسوم.. لم يمر أسبوع حتى صدمنا جميعا بالخبر العاجل اصطدام سفينة الشحن إم في سولونغ بناقلة النفط إم في ستينا إيماكيوليت قبالة السواحل البريطانية!
ناقلة تحمل 18000 طن من وقود الطائرات تصطدم و تشتعل فيها النيران وسط البحر.. هل هذا فيلم من إنتاج هوليوود لا هذا كان على شاشات الأخبار مباشرة بينما فرق الإنقاذ تتسابق مع الزمن لإنقاذ الطواقم وتفادي کاړثة بيئية تهدد السواحل.
من هو هذا الرجل و لماذا يصدقه البعض ويهاجمه آخرون؟
كريغ ليس غريبا عن ساحة التوقعات.. الرجل هذا معروف بتنبؤاته التي صدق أو لا تصدق تحقق بعضها بشكل مريب.. الرجل الذي يعتمد على علم الفلك الهندي العتيق Nadi Astrology تعلم هذا الفن في شبابه عندما زار الهند وعاد إلى بريطانيا يحمل في جعبته ما يشبه خريطة لمستقبل العالم.
هو نفسه من تنبأ عام 2024 الأمر الذي وقع بالفعل وأثار موجة هائلة من النقاشات.. كما توقع ۏفاة الملكة إليزابيث الثانية بدقة.. أضف إلى ذلك أنه كان من بين من حذروا من جائحة غامضة ستجتاح العالم قبل ظهور كورونا.. كل هذا جعلني وأنا متابع قديم لحكايات العرافين أعترف بأن هذا الرجل على الأقل يستحق لحظة تفكير!
هل هو محظوظ أم أن لديه هاتف مباشر مع الغيب؟
في لقاء تلفزيوني طريف سأله أحد المذيعين كريغ كيف تفعل ذلك هل لديك كرة بلورية سرية في البيت.. فضحك هاميلتون باركر وقال ليست كرة بلورية لكنه العلم القديم الذي تعلمته من حكماء الهند إنهم علموني كيف أقرأ ما لا يراه الآخرون.
و أنا كمحب لهذا النوع من القصص جلست أتخيل كريغ و هو يفتح درجا في بيته ليخرج لفافة قديمة من المخطوطات الهندية المخبأة بعناية تحت أكواب الشاي البريطاني!
لماذا نحب العرافين حتى لو كنا مشككين
الحقيقة حتى أكثر الناس واقعية و منهجية في داخله جزء صغير يحب القصص الغامضة يحب أن يسمع عن شخص يرى الحوادث قبل وقوعها أو يتنبأ بما سيحدث الأسبوع المقبل.. يمكن لأننا كبشر نخشى المجهول ونحاول الإمساك به من خلال هؤلاء الوسطاء.
قد تكون كل هذه مجرد صدفة وقد يكون هاميلتون باركر محظوظا للغاية أو أنه بارع في قراءة المؤشرات الاقتصادية و البيئية مثلا ثم يصيغها بطريقة تظهر و كأنها نبوءة.
لكن بيني وبينك جزء مني و أراهن أن هذا يحدث معك أيضا يحب أن يصدق أن هناك عرافا يجلس في مكان ما يحتسي شايه وهو يعرف ما سنواجهه الأسبوع المقبل بينما نحن مشغولون في زحمة الحياة.
هل هناك المزيد قادم من نوستراداموس الجديد؟
بحسب تصريحاته الأخيرة كريغ لديه رؤى جديدة لعام 2025 بعضها يتعلق بكوارث طبيعية و أحداث قوية ستغير موازين العالم.. و بيني و بينك لم أستطع مقاومة الفضول فبدأت أبحث في توقعاته للعام كله و كأنني أبحث عن تسريبات فيلم السنة لكنه فيلم عن واقعنا!
فهل أنت مستعد للجلوس على حافة مقعدك تنتظر ما سيقوله نوستراداموس الجديد لاحقا أنا بالتأكيد كذلك و لو بشيء من الحماس الممزوج بالخۏف... و بضحكة خفيفة.