مسلسل زنزانة 65 ليكشف الوجه الحقيقي لما يجري داخل السجون المصرية ، بعيدًا عن التلميع والتزييف

مسلسل زنزانة 65 يكشف الوجه الحقيقي لما يجري داخل السجون المصرية: دراما جريئة بعيدًا عن التلميع والتزييف
في خطوة جريئة تُعدّ تحدياً واضحاً للقيود الإعلامية والسياسية، أعلنت قناة مكملين عن عرض مسلسل زنزانة 65 خلال شهر رمضان 2025، وهو العمل الذي تم منعه من العرض في مصر. المسلسل يُقدّم رؤية صاډمة ومختلفة عن تجربة السجون السياسية في مصر، بعيدًا عن التلميع الإعلامي الذي اعتادت عليه الدراما المصرية في السنوات الأخيرة.
كشف المستور: دراما تكسر حاجز الصمت
مسلسل زنزانة 65 ليس مجرد عمل درامي عابر، بل هو شهادة حية على معاناة الآلاف من المعتقلين خلف القضبان.
وفقًا لتصريحات المخرج عبادة البغدادي، فإن المسلسل يأتي كـحجر يُلقى في مياه راكدة لإثارة الوعي وإلقاء الضوء على واقع مرير يعيشه المعټقلون في السجون المصرية.
البغدادي صرّح قائلاً: انتبه العالم مع انتصار الثورة السورية وفتح سجون صيدنايا إلى أبشع الممارسات التي لم تكن تخطر على بال أحد.
لكن ما لم ينتبه إليه الكثيرون هو وجود نظام أشد شرًا على بعد كيلومترات قليلة، في نفس البقعة الجغرافية.
وأضاف: تتالى الأحداث والمآسي في مصر، حيث تذبل أعمار المعتقلين في سجون نظام لا يزال يتوسع في ظلمه ويتجبر على شعبه.
تحديات إنتاجية: عمل خارق للعادة
إنتاج مسلسل بهذه الجراءة لم يكن أمرًا سهلاً. عبادة البغدادي أكد أن التحديات التي واجهت فريق العمل كانت غير مسبوقة، وقال: لم تكن تحديات إنتاج هذا العمل كغيرها، ولا أدري كيف تمت إلا بتوفيق الله وتكاتف جهود فريق عمل ضخم عمل ليلاً ونهارًا ليخرج هذا العمل إلى النور.
الممثل هشام عبدالله، أحد أبطال المسلسل، كتب على صفحته الشخصية: ما نقدمه في المسلسل هو جزء بسيط من معاناة المعتقلين في السجون المصرية. ومهما عملنا، لن نوفيهم حقهم ولن نعبر عن كل ما يعانونه من تنكيل. ندعو الله في شهر رمضان أن يفرج عنهم وعن أهاليهم وعن مصر وشعبها.
نافذة على عالم مغلق: رسالة إنسانية وإعلامية
من جهته، أكد الدكتور أحمد الشناف، مدير عام أن القناة منذ انطلاقها كانت ملتزمة بتقديم محتوى يكشف الحقيقة ويسلط الضوء على القضايا التي يتم طمسها. وقال: مسلسل زنزانة 65 ليس مجرد دراما رمضانية، بل هو شهادة حية على واقع يعيشه الآلاف خلف القضبان. واجبنا الإعلامي يحتم علينا ألا نكون جزءًا من الصمت المفروض على هذه القضايا.
وأضاف الشناف: نقدم زنزانة 65 كنافذة على عالم مغلق، عالم لم يُسمح للناس برؤيته أو سماعه إلا من خلال شهادات متناثرة. الآن، نقدمه في صورة درامية جريئة ومؤثرة.
الإعلام بين الحقيقة والبروباغندا
في ظلّ تحول الإعلام المصري إلى أداة لتلميع صورة النظام وډفن معاناة المعتقلين، يأتي مسلسل زنزانة 65 ليكسر هذه القاعدة.
الشناف شدّد على أن الإعلام في مصر اليوم لم يعد صوتًا للحقيقة، بل تحول إلى بوق للنظام، يزيّف الواقع ويدفن معاناة الآلاف خلف الشعارات الزائفة.
وأضاف: بينما تمتلئ الشاشات بمسلسلات تمجد القمع وتبرر الاستبداد، فإن زنزانة 65 سيكون صوتًا لمن لا صوت لهم، وصورةً لما تحاول الدراما الموجهة طمسه وإخفاءه.
حكايات حقيقية من قلب الزنازين
زنزانة 65 ليس مجرد عمل درامي، بل هو حكاية حقيقية من قلب الزنازين، حيث تُروى أسرار لم تكن لتُقال أبدًا.
المسلسل يسلط الضوء على مصير يُحسم داخل أربعة جدران، بعيدًا عن أعين العالم.
يطرح المسلسل أسئلة محورية: هل سيتمكن المعټقلون من قبول الصفقة التي تُفرض عليهم؟ أم أنهم سيقلبون الطاولة على جلاديهم؟ هذه الأسئلة وغيرها ستكون محور الأحداث التي تجمع بين التشويق والإثارة النفسية.
طاقم عمل مميز: وجوه جديدة وحكايات صاډمة
يُشارك في المسلسل نخبة من الممثلين المتميزين، منهم محمد شومان، هشام عبدالله، وجدي العربي، وهمام حوت. هؤلاء النجوم سيقدمون أدوارًا عميقة ومؤثرة، تعكس معاناة حقيقية وتجارب إنسانية قاسېة.
ختامًا: دراما تُعيد تعريف الإعلام
مسلسل زنزانة 65 ليس مجرد عمل فني، بل هو رسالة إنسانية وإعلامية قوية.
في وقت تحولت فيه الدراما المصرية إلى أداة لتبرير القمع والاستبداد، يأتي هذا العمل ليكشف الوجه الحقيقي لما يجري داخل السجون، بعيدًا عن التلميع والتزييف.
في النهاية، زنزانة 65 هو أكثر من مجرد مسلسل؛ إنه صړخة في وجه الظلم، ومحاولة لإعادة تعريف دور الإعلام كصوت للحقيقة والعدالة.