الإثنين 21 أبريل 2025

سوق ⁧‫العطور السعودية‬⁩ يشهد نموًا و دعماً بصادرات قوية وتوسع في الإنتاج المحلي

موقع أيام تريندز

سوق العطور السعودية: انتعاشة غير مسبوقة بدعم صادرات قوية وتوسع في الإنتاج المحلي

في مشهد يعكس تحولًا جذريًا في قطاع الصناعات التراثية والرفاهية، تشهد سوق العطور السعودية‬⁩ نموًا متسارعًا، مدعومًا بزيادة ملحوظة في الصادرات إلى الأسواق العالمية، وتوسع كبير في الإنتاج المحلي الذي بدأ يحجز مكانته بين العلامات الفاخرة عالميًا. وتشير بيانات حديثة إلى أن القطاع يسير بخطى ثابتة لتحقيق أهداف رؤية 2030 في تنويع الاقتصاد وتعزيز المحتوى المحلي.

ازدهار الإنتاج المحلي: تراث يُعاد إحياؤه بلمسة عصرية
شهدت السنوات الأخيرة تحولًا لافتًا في صناعة العطور السعودية، من الاعتماد على الاستيراد إلى تأسيس مصانع محلية متطورة تدمج بين أصالة المكونات التراثية – مثل العود والعنبر – وتقنيات التصنيع الحديثة. ووفقًا لتقرير صادر عن ⁧‫هيئة تنمية الصادرات السعودية‬⁩، ارتفع عدد المصانع المحلية المتخصصة في العطور بنسبة 40% خلال خمس سنوات، فيما تجاوزت استثمارات القطاع 2 مليار ريال سعودي بنهاية 2023.

وتبرز علامات سعودية مثل ⁧راية‬ و سلطان العطور ‬⁩و⁧‫عود الشرق‬⁩  كأبرز اللاعبين الذين نجحوا في ابتكار منتجات تجمع بين الروائح الشرقية الأصيلة وتصميمات عبوات فاخرة تنافس كبرى الماركات العالمية، ما جذب شريحة واسعة من الشباب السعودي والعربي.

الصادرات تكسر الحواجز: منتجات سعودية في عواصم العالم
لم يعد النفوذ السعودي في سوق العطور مقتصرًا على الاستهلاك المحلي، فالصادرات السعودية من العطور حققت قفزة بنسبة ⁧‫25%‬⁩ خلال العام الماضي، لتصل إلى أكثر من 600 مليون ريال، وفقًا لإحصاءات وزارة الصناعة. وتعد دول الخليج، ومصر، وفرنسا، والولايات المتحدة، والصين من أبرز الأسواق المستوردة، حيث تُنافس العطور السعودية بجدارة في منافذ بيع كبرى المتاجر والفنادق الفاخرة.

وفي تصريح خاص ‬⁩، أوضح المهندس خالد الفريح، الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات الرائدة في القطاع: "العالم أصبح يدرك أن السعودية ليست فقط مصدرًا للعود الخام، بل تحولت إلى مركز لتصنيع عطور فاخرة تحمل بصمة تراثية فريدة، مدعومة بمواد خام محلية عالية الجودة".

دعم حكومي ومبادرات استراتيجية  
يعزو خبراء هذا النمو المطرد إلى الدعم الحكومي الذي تجسد في مبادرات مثل ⁧‫برنامج تطوير الصناعات الوطنية‬⁩ و⁧‫رؤية 2030‬⁩، والتي ركزت على تمكين المنتج المحلي وتذليل العقبات أمام المصدرين. كما ساهمت مشاركة العلامات السعودية في معارض دولية كـ⁧‫إكسبو دبي‬⁩ و⁧‫معرض كان للعطور‬⁩ في فرنسا في تعزيز حضورها العالمي.

من جهة أخرى، تشهد السوق المحلية تنافسًا إيجابيًا مع افتتاح متاجر متخصصة للعطور الفاخرة في مدن مثل الرياض وجدة، بالإضافة إلى ازدهار المنصات الإلكترونية التي تتيح للمستهلكين تجربة العطور عن بُعد، وهو ما ساهم في ارتفاع المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 60% خلال عام 2023.

مستقبل واعد: استهداف 3 مليارات ريال بحلول 2030
تستهدف السعودية أن يصبح قطاع العطور محركًا اقتصاديًا بإيرادات تتجاوز 3 مليارات ريال بحلول 2030، عبر مضاعفة الصادرات وزيادة عدد المصانع المحلية إلى 100 مصنع. كما تعمل الجهات المعنية على تأهيل الكوادر الوطنية عبر برامج تدريبية متخصصة في صناعة العطور، بالتعاون مع جامعات ومدارس فنية.

في الختام، لم يعد سوق العطور السعودي مجرد موروث ثقافي، بل تحول إلى قصة نجاح اقتصادي تثبت أن الجمع بين التراث والابتكار يخلق منتجًا عالميًا بقلب سعودي.