عازف عُود سوري يُدخل أنغام التواشيح الرمضانية إلى الموسيقى الكلاسيكية

في خطوة غير مسبوقة في عالم الموسيقى استطاع عازف عود سوري أن يحدث ثورة فنية من خلال دمج التواشيح الرمضانية التي تعد من أرقى أشكال الإنشاد الديني الإسلامي مع الموسيقى الكلاسيكية الغربية. هذا المزج الفريد لم يكن مجرد تجربة موسيقية عابرة بل كان مشروعا مدروسا يعكس قدرة الموسيقى على بناء جسور ثقافية بين الشرق والغرب.
التواشيح الرمضانية تمتاز بألحانها العذبة ومقاماتها الشرقية العميقة التي تحاكي المشاعر الروحانية والصفاء النفسي. وقد نشأ العازف السوري الذي لم يكشف عن اسمه بعد في الأوساط الإعلامية في بيئة مشبعة بهذه الأجواء الدينية والفنية حيث كان يستمع إلى أصوات المنشدين في المساجد خلال شهر رمضان. وبفضل دراسته العميقة للموسيقى الكلاسيكية وجد نفسه أمام تحد فني كيف يمكنه تقديم هذه الألحان الشرقية بروح جديدة دون أن تفقد جوهرها الأصلي
رحلة التحدي والتجربة
المزج بين التواشيح والموسيقى الكلاسيكية لم يكن سهلا إذ يختلف النظامان الموسيقيان بشكل جذري. التواشيح تعتمد على مقامات شرقية تتضمن أرباع نغمات بينما ترتكز الموسيقى الكلاسيكية على السلالم الموسيقية الغربية. كان على العازف تطوير أساليب جديدة للتوزيع الموسيقي بحيث تحافظ المقطوعات على أصالتها الشرقية مع منحها بعدا أوركستراليا متناغما مع الموسيقى الكلاسيكية.
والجدير بالذكر أن العازفين السورييين الذين قاموا بهذه التجربة كثر أمثال :سلام بشړ وحسين سبسبي وعلاء الخطييب وعروة صالح وغيرهم.
ويتوقع أن تكون هذه التجربة بداية لموجة جديدة من التعاون بين الموسيقيين العرب والعالميين مما قد يؤدي إلى انتشار أوسع للموسيقى التراثية في المسارح العالمية. كما أن هذا النهج قد يلهم موسيقيين آخرين لاستكشاف طرق جديدة لدمج الأنماط الموسيقية المختلفة مما يعزز التفاهم الثقافي بين الشعوب من خلال لغة الموسيقى.
بهذا الإنجاز يثبت العازف السوري أن الموسيقى ليست مجرد أنغام بل هي وسيلة للحوار الحضاري حيث يمكن لصوت العود الشرقي أن يتناغم بسلاسة مع الأوركسترا الغربية ليخلق تجربة فريدة تعكس جمال التنوع الثقافي.