السبت 19 أبريل 2025

أسترالي يتمكن من العيش 100 يوم بقلب اصطناعي من التيتانيوم

موقع أيام تريندز

أسترالي يعيش 100 يوم بقلب اصطناعي من التيتانيوم: إنجاز طبي غير مسبوق

في تطور طبي مذهل، تمكن رجل أسترالي من العيش لمدة 100 يوم باستخدام قلب اصطناعي مصنوع من التيتانيوم، في خطوة تعد إنجازًا بارزًا في مجال الطب والهندسة الحيوية. يعكس هذا الابتكار الأمل لمرضى القلب الذين يواجهون صعوبة في العثور على متبرعين مناسبين، مما يفتح الباب أمام حلول جديدة لعلاج حالات فشل القلب الحاد.

قصة المړيض والتحديات التي واجهها

كان المړيض، الذي لم يُكشف عن هويته حفاظًا على خصوصيته، يعاني من حالة قلبية خطېرة تتطلب زراعة قلب. إلا أن تعذر العثور على متبرع مناسب دفع الأطباء إلى اللجوء إلى تقنية مبتكرة: زرع قلب اصطناعي مصنوع من التيتانيوم. هذا القلب، الذي يتميز بتصميم فريد، لا يعتمد على النبضات التقليدية لضخ الډم، بل يستخدم تقنية تدفق مستمر، مما يجعله مختلفًا عن الأجهزة السابقة التي كانت تعمل لفترات محدودة فقط.

أُجريت العملية في أحد المستشفيات المتخصصة في أستراليا، حيث عمل فريق من الجراحين والمهندسين الطبيين معًا لإتمام هذا الإجراء المعقد. بعد نجاح الجراحة، خضع المړيض لمتابعة دقيقة لضمان تكيف جسده مع الجهاز الجديد وتفادي أي مضاعفات محتملة.

آلية عمل القلب الاصطناعي

يعتمد القلب الاصطناعي المستخدم في هذه الحالة على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهو مصمم لضخ الډم بكفاءة دون الحاجة إلى الصمامات أو النبضات التقليدية. يتميز التيتانيوم بخصائص تجعله مثاليًا للاستخدام داخل الجسم البشري، فهو خفيف الوزن وقوي، مما يضمن استدامة الجهاز.

يعمل هذا القلب بواسطة مضخات دوارة تولد تدفقًا مستمرًا للدم، مما يقلل من خطړ تخثر الډم والمضاعفات التي كانت تواجهها الأجهزة السابقة. يتيح هذا الابتكار للمرضى فرصة العيش لفترات أطول دون الحاجة إلى زراعة قلب بشړي.

التأثيرات الصحية والنفسية

بعد نجاح العملية، تمكن المړيض من استعادة جزء كبير من حياته اليومية، حيث أصبح قادرًا على المشي وممارسة أنشطته المعتادة دون الحاجة إلى أجهزة دعم خارجية. رغم أن الشعور بعدم وجود نبض كان غريبًا في البداية، إلا أن المړيض تكيف مع وضعه الجديد بمرور الوقت.

من الناحية النفسية، مثلت هذه التجربة تحديًا كبيرًا، إذ احتاج المړيض إلى دعم نفسي لمساعدته على التأقلم مع فكرة العيش بقلب اصطناعي بالكامل. كما اضطر الأطباء إلى تطوير طرق متابعة جديدة لضمان الأداء السليم للجهاز.

آفاق المستقبل والتحديات

يمثل هذا الإنجاز قفزة نوعية في مجال زراعة القلوب الاصطناعية، وقد يؤدي إلى تطوير أجهزة أكثر تطورًا تدوم لفترات أطول، مما يقلل الحاجة إلى عمليات زراعة القلب التقليدية. مع تطور تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد والمواد الطبية المتقدمة، قد يصبح من الممكن تصميم قلوب اصطناعية بأحجام مختلفة تناسب جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال.

إلا أن هناك بعض التحديات التي لا تزال قائمة:

التكلفة المرتفعة: لا تزال القلوب الاصطناعية باهظة الثمن، مما يحد من إمكانية توفيرها لجميع المرضى.

التوافق البيولوجي: رغم أن التيتانيوم يعد من المواد المتوافقة مع الجسم، إلا أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لضمان عدم حدوث مضاعفات على المدى الطويل.

عمر الجهاز: لا تزال الأبحاث جارية للتأكد من قدرة هذه الأجهزة على العمل لسنوات طويلة دون الحاجة إلى صيانة أو استبدال.

خلاصة

يعكس نجاح هذه التجربة مدى التقدم الذي يشهده الطب الحديث، حيث تمكن المړيض من العيش 100 يوم بقلب اصطناعي من التيتانيوم، ما يثبت إمكانية الحياة دون قلب بشړي بفضل التكنولوجيا المتطورة. مع استمرار الأبحاث والتطوير، قد تصبح القلوب الاصطناعية حلًا دائمًا لآلاف المرضى حول العالم، مانحةً إياهم فرصة جديدة للحياة.