الجمعة 25 أبريل 2025

مفاوضات مصر للحصول على حصة من الغاز القبرصي للسوق المحلية

موقع أيام تريندز

مصر تُعزِّز أمنها الطاقي: مفاوضات متقدمة للحصول على حصة من الغاز القبرصي لتلبية احتياجات السوق المحلية

في خطوة استراتيجية تُعزِّز أمنها الطاقي وتلبية احتياجات السوق المحلية، تُجري الحكومة المصرية مفاوضات مكثفة مع الحكومة القبرصية والشركات العاملة في مجال استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي في قبرص.

 تهدف هذه المفاوضات إلى تأمين حصة من الغاز القبرصي، الذي يُتوقع أن يصل إلى محطات الإسالة المصرية خلال الفترة القادمة، وفقًا لتصريحات مسؤول مطلع لشبكة CNN الاقتصادية.

مصر وقبرص: شراكة طاقية استراتيجية

تُعتبر قبرص واحدة من الدول التي حققت اكتشافات كبيرة في مجال الغاز الطبيعي خلال السنوات الأخيرة، حيث تُقدَّر احتياطياتها بنحو 15 تريليون قدم مكعبة، بما في ذلك حقل أفروديت الشهير، الذي يحتوي على احتياطيات تُقدَّر بحوالي 3.6 تريليون قدم مكعبة. هذه الاكتشافات جعلت من قبرص لاعبًا مهمًّا في سوق الطاقة الإقليمي والدولي، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي كبديل أنظف للوقود الأحفوري التقليدي.

من جهتها، تمتلك مصر بنية تحتية قوية في مجال الطاقة، تشمل خطوط أنابيب تحت البحر المتوسط ومحطات إسالة الغاز، مما يجعلها بوابة مثالية لنقل الغاز القبرصي إلى الأسواق الأوروبية. 

وقد أشار وزير الطاقة القبرصي، جورج باباناستاسيو، في تصريحات سابقة، إلى أن بلاده تُجري محادثات مع مصر لإرسال إمدادات الغاز القبرصي إليها، مؤكدًا أن شركات عالمية تعمل على ربط خطوط إنتاجها بالحقول البحرية المصرية لنقل الغاز إلى محطات الإسالة في القاهرة.

أهمية الغاز القبرصي للسوق المصرية

تُعد مصر واحدة من أكبر الاقتصادات في المنطقة، وهي تعتمد بشكل كبير على الغاز الطبيعي لتلبية احتياجاتها المحلية من الطاقة، سواء في توليد الكهرباء أو في الصناعات المختلفة. 

ومع النمو السكاني والاقتصادي المتسارع، تزداد الحاجة إلى تأمين مصادر إضافية للغاز الطبيعي لضمان استقرار الإمدادات الطاقية.

وفي هذا السياق، تسعى وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية من خلال هذه المفاوضات إلى تأمين جزء من احتياجاتها من الغاز الطبيعي عبر الحصول على حصة من الغاز القبرصي. يُعتبر هذا التحرك جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة في مصر، خاصة في ظل التقلبات التي يشهدها سوق الطاقة العالمي.

تعزيز البنية التحتية للطاقة في مصر

تمتلك مصر بنية تحتية متطورة في مجال الطاقة، تشمل شبكة واسعة من خطوط الأنابيب ومحطات الإسالة، مما يجعلها مركزًا إقليميًّا لتجارة الغاز الطبيعي. وتُعتبر محطات الإسالة في دمياط وإدكو من أهم المنشآت التي تعمل على تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى حالته الغازية، مما يسهل نقله عبر الشبكات المحلية أو تصديره إلى الأسواق الخارجية.

وقد أكد المسؤول المصري أن الغاز القبرصي سيتم نقله عبر خطوط الأنابيب الموجودة تحت البحر المتوسط إلى محطات الإسالة المصرية، حيث سيتم تحويله إلى غاز طبيعي مسال (LNG) لتلبية احتياجات السوق المحلية أو تصديره إلى الأسواق الأوروبية. 

هذه الخطوة ستُعزِّز من مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي بين مصر وقبرص.

آفاق التعاون المستقبلية

تُعتبر المفاوضات الجارية بين مصر وقبرص خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في مجال الطاقة. 

ومن المتوقع أن تؤدي هذه الاتفاقية إلى تعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة للاستثمار المشترك في مجال استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي.

كما أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المصرية لتعزيز أمنها الطاقي وتنويع مصادر الطاقة، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة العالمي، بما في ذلك التقلبات في أسعار النفط والغاز والاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة.

تأثير الاتفاقية على الاقتصاد المصري

من المتوقع أن يكون لهذه الاتفاقية تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري، حيث ستساهم في تأمين إمدادات إضافية من الغاز الطبيعي، مما سيُعزِّز من استقرار قطاع الطاقة ويُسهم في دعم النمو الاقتصادي.

 بالإضافة إلى ذلك، ستفتح هذه الاتفاقية آفاقًا جديدة للتعاون مع الشركات العالمية العاملة في مجال الطاقة، مما سيُعزِّز من جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.

خاتمة

في ظل التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة العالمي، تُعتبر المفاوضات الجارية بين مصر وقبرص خطوة استراتيجية مهمة تُعزِّز أمن الطاقة في مصر وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.

 ومن المتوقع أن تؤدي هذه الاتفاقية إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، وتُسهم في دعم النمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار في قطاع الطاقة المصري.